صدق أو لا تصدق 57
في معظم أنحاء العالم “المتمدن”، هناك مشكلة شائكة على أكثر من مستوى، وإنساني بالدرجة الأولى، في عالم تربية الدواجن Chicken . فالبيض Eggs كما هو معروف يوجه إما إلى الاستعمال كغذاء Food، أو إلى الحضن Incubation بغرض التفقيس Hatching وبالتالي الحصول على اللحم Meat.
لكن هذا البيض كما هو متوقع سيعطي عند التفقيس أعداداً متساوية عملياً من ذكور الكتاكيت وإناثها. وبما أن تربية الذكور من أجل اللحم غير اقتصادية لأن ذكور الكتاكيت تنمو بشكل أبطأ وتعطي لحماً أقل من الإناث، وهي كذلك لا تبيض. لذلك تقوم حظائر الدواجن بتربية الإناث فقط، والتخلص من ذكور الفراخ بعد الفقس والتعرف عليها مباشرة، بإعدامها Culling بطرق مختلفة تتراوح بين الخنق Suffocation، وبين وضعها وهي حيّة في آلات التقطيع أو الطحن Shredding or Grinding Machines، بقية استعمال نواتجها في منتجات تغذية الحيوانات.
وبعد افتضاح هذه الطرق لدى الجمهور في عام 2015م، واستهجانها على نطاق واسع، بدأت أبحاث جدية، توجهها شركات الدواجن والوزارات المعنية في بعض الدول، لمحاولة الحصول على حل لهذه المشكلة. وقد ظهر إلى الوجود هذا العام (2018م) أول حل لها اخترعته شركة سيليغت Seleggt الألمانية، شاركت في تمويله وزارة الغذاء والزراعة Food and Agriculture Ministry الألمانية.
ويقتضي الحل التعرف على جنس جنين البيض قبل فقسه، بحيث يمكن التخلص من بيض الذكور قبل فقسها. ويتم باستخدام أجهزة الليزر في تمييز بيض الإناث الحاوي لتراكيز عالية من هرمونات معينة فيها. ويتم ذلك بحرق إحدى نقاط القشرة في كل بيضة بأشعة الليزر، وتطبيق ضغط غازي على البيضة لإخراج قطرة من سائلها من هذه النقطة، ليتم فحص السائل وتحديد جنس الكتكوت القادم بعد التفقيس. وكل ذلك بطريقة آلية سريعة نسبة الدقة في نتائجها 98.5%. ويتم عندئذ التخلص من ذكور البيض بطحنها وإنتاج أغذية حيوان منها، بينما يستكمل حضن بيض الإناث لإتمام الأيام الـ 21 اللازمة للفقس. ويستغرق فحص البيضة منذ إخراجها من الحاضنة حتى إعادتها إليها ما لا يزيد عن ساعتين، حتى لا تفسد البيضة.
وقد بدأت شركة سيليغت، التي سجلت هذه الطريقة ببراءة اختراع Patent، تسويق منتجها من بيض الدجاج الذي أنتج بهذه الطريقة باسم ريسبغت Respeggt منذ أشهر في بعض المخازن التجارية في برلين، وتخطط للتوسع في أنحاء ألمانيا أول العام الجديد، ومن ثم أوربا في المستقبل.
ويقدر عدد الكتاكيت الذكور التي يتم إعدامها في أنحاء العالم حالياً بـ 4 – 6 مليارات كتكوت، مما يبين أهمية انتشار هذه الطريقة أو ما يشابهها من وجهة النظر الإنسانية على الأقل.
بوابة المعرفة