قصص كيميائية 15
سمحت الحكومة الهندية عام 2012 لإحدى الشركات الدوائية المحلية بتصنيع مثيل لدواء نيكسافار Nexavar، وهو دواء تنتجه شركة باير لعلاج سرطان الكلية وسرطان الكبد يكلف العلاج السنوي به 69 ألف دولار بحسب شركة فوربس. ويباع المثيل الهندي بما يعادل 3 % فقط من سعر نيكسافار.
وحجة الحكومة الهندية في السماح بهذه “القرصنة أو السرقة” لحقوق الغير أنها تريد تأمين الدواء لمواطنيها الفقراء بثمن يمكنهم دفعه بسهولة أو بصعوبة، فثمن دواء نيكسافار يساوي 41 مرة دخل الفرد الهندي السنوي.
وتدرس الحكومة الهندية هذه الأيام السماح بتصنيع أدوية مثيلة أخرى لأدوية أجنبية غالية الثمن بحسب نشرة لشركة بلومبرغ لا تخص مرض السرطان فقط كما كانت الحالة في السابق وإنما تشمل أدوية لأمراض نقص المناعة المكتسبة والسكري أيضاً.
ويصيب هذا التوجه للحكومة الهندية بضرر كبير الشركات الدوائية الكبيرة التي “تخترع” الأدوية الجديدة وتبيعها بموجب براءة اختراع بأسعار باهظة لتعويض الكلفة الضخمة للأبحاث والدراسات الكيميائية والطبية المرافقة لعملية الترخيص الدوائي الجديد والتي قد تناهز مليارات الدولارات. فهذه الشركات تخسر بهذا السوق الهندية وهي موطن خصب للمرضى والأمراض، وربما أسواق أخرى عن طريق التهريب وغيره.
وتقول هذه الشركات أن السلوك الهندي هو جوهرياً “سرقة”، ويحرمها من تعويض نفقات ترخيص الدواء الباهظة. وهذا يجعلها تحجم عن المغامرة بالسعي لإنتاج أدوية جديدة قد يكون المرضى على أرضها بانتظارها.
بوابة المعرفة