قصص كيميائية 17
يوجد السكر في كل مكان، وحتى في الأماكن التي لا تتوقع وجوده فيها. وعندما قررت أن أتوقف عن تناول السكر، ظننت أن هذا يعني التخلي عن أنواع الحلوى، وأكلتي المفضلة وهي زبدة فستق العبيد المخلوطة بالحبوب Peanut Butter Cap’n Crunch cereal. ولكنني أدركت بسرعة أن هذا سيشمل عدداً ضخماً من الأغذية التي اعتدت تناولها.
كنت لسنوات طويلة ماضية اقول لنفسي أن المواد السكرية Sugary Treats وخصوصاً الحبوب Cereals وأنواع الحلوى الصلبة Hard Candies، والملبس هلامي الباطن Jelly beans، ليست جميعها سيئة بالنسبة لي، لأنها تحتوي القليل فقط من الدهون، إن وجدت.
وعندما وجدت يوماً أن الكولسترول Cholesterol وثلاثي الغليسريدات Triglycerides قد تجاوزت عندي حدود المعقول، لم أستطع أن أفهم كيف يمكن أن يحصل هذا وأنا لم أضف الزبدة يوماً إلى الخبز الذي آكله، كما لم أستعمل المايونيز، ولم آكل إلا نادراً الأغذية المقلية Fried Foods؟
لقد جاءني فجأة نوع من الإضاءة الساطعة في ذهني على شكل كلمة “السكر”، لكنني تجاهلتها، وبقيت على طريقتي في الأكل قائلة لنفسي أنني آكل بطريقة صحية، ولا بد أن الأمر يتعلق بالوراثة Genetics.
لست الوحيدة التي تفكر أنه فيما يتعلق بالبدانة Obesity، والمشاكل الصحية الكبيرة الأخرى مثل أمراض القلب Heart Disease، يلوم أغلبنا الدهون، في حين يكون السكر هو “المجرم” أو السبب الفعلي. وتفسير ذلك هو جماعات الضغط Lobbying.
فقد اكتشف خبراء في عام 2016م فضيحة كبرى داخل صناعة السكر Sugar Industry، برهنت أن جماعات الضغط لصالح شركات السكر Sugar Lobby، رعت بحثاً مزيفاً في جامعة هارفارد Phony Harvard Research قبل 50 عاماً، دفعت فيه جماعات الضغط مالاً للباحثين كي يركزوا على الدور المفترض للدهون المتوفرة بشكل طبيعي، مما يسمح لشركات السكر بالترويج له مع أنه يفترض أن يكون المتهم الأول.
(انظر مقالاتنا المفصلة عن هذا الموضوع في هذا الموقع:
شركات صناعة السكر حاولت إخفاء أضراره على القلب
مؤامرة السكر الثانية.. تدمير سمعة عالِم كشف أضراره
وقد تحققت بحزن أنني وقعت في هذا الفخ. لقد كنت مدمنة على السكر. فقد كنت أضيفه إلى قهوة الصباح، وكنت كثيراً ما أتناول فطائر من النخالة يقال عنها صحية، لكنها تحوي المزيد من السكر. وعلى الغداء، كنت والعمال المساعدون نستمتع كثيراً بالمواد المقلية (بطاطا ولحم) من المطعم المجاور. هل تعرف ماذا تحوي الصلصة التي ترفق بهذه المواد المقلية ؟ السكر. وحتى عندما أجلب معي وجبة الغداء إلى البيت، والمؤلفة عادة من السلطة، كنت أظن أنني أقوم بعمل صحي كبير لذلك اليوم، على أساس أن الغداء قليل الدهون. ولكن عندما أقرأ الملصق المرفق، أجد مرة ثانية أن السكر هو من أول المكونات. وبالطبع، كنت أعلم كم يحتوي طبق عشائي المفضل من السكر، لكنني لم أكن أستطيع أن أقاوم.
يؤدي استهلاك الكثير من السكر والقليل من الدهون، الذي كنت أفعله، إلى أمراض عدة في مقدمتها أمراض القلب Heart Disease الخطيرة. لكنها تشمل أيضاً البدانة Obesity، والسرطان Cancer، والسكري من النوع الثاني Type 2 Diabetes، ومرض الكبد الدهني Fatty Liver Disease غير المرتبط بالكحول، إضافة إلى الاكتئاب Depression والقلق Anxiety وقلة التركيز Lack of Focus.
وكان لا بد لي أن أتعامل مع وضعي بجدية كافية، وأن أتخلص من إدماني للسكر. وقد فعلت مستعينة بوسائل معينة.
ملاحظة: ستكون هذه الوسائل موضوع مقال منفصل قريب على هذا الموقع.
بوابة المعرفة