قصص كيميائية 18
ماتت أمها وهي بعمر 12 سنة، وبعد سنتين ماتت أختها الكبيرة. وعانت هي وأخواتها الثلاث مادياً. واتفقت مع أخت لها أن تصرف كل واحدة سنتين على الثانية. تسافر أختها لتدرس الطب في باريس، وهي تصرف عليها. وبعد سنتين يتبادلن الأدوار.
اشتغلت مربية عند أسرة غنية، وهناك وقعت في حب شاب من هذه الأسرة. وطبعاً رفضت أسرة الشاب أن يتزوج من فتاه فقيرة ومعدمة، ومن ثم طردوها.
اشتغلت من بيت لبيت، والتزمت باتفاقها مع أختها وأن تصرف عليها. تزوجت أختها في باريس، وبعثت لها دعوة للسفر والدراسة، وكي ترحمها من العمل في البيوت. رفضت في البدء أن تسافر، إذ كان عندها أمل بأن تتزوج من الشاب الذي رفضت أسرته زواجهم. لكن الشاب تخلى عن فتاته، لتبدأ رحلتها إلى باريس.
في باريس استأجرت غرفة صغيرة، وأعطت دروساً خصوصية لتصرف على دراستها. دخلت جامعة السوربون ودرست الكيمياء والفيزياء والرياضيات. وأمضت حياتها دراسة في النهار، ودروساً خصوصية في الليل.
حصلت على شهادة من جامعة السوربون، وقامت بأبحاث علمية مهمة في مجال النشاط الإشعاعي. ثم عادت إلى بلدها بولندا لتعمل في جامعتها. لكن مسؤولي الجامعة رفضوا تشغيلها، فقط لأنها امرأة!
عادت إلى فرنسا من جديد تعمل ليل نهار وتجري أبحاثاً ودراسات في مجال النشاط الإشعاعي، لتصبح أول امرأة تحصل على درجة أستاذ في جامعة باريس، ثم أول امرأة تحصل على جائزة نوبل! فقد حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء. ثم بعد سنوات أصبحت أول امرأة تنال جائزة نوبل مرتين، لكنها حصلت عليها هذه المرة في مجال آخر هو الكيمياء.
تحولت “ماري كوري”من فتاة معدمة تعمل ليل نهار. إلى أشهر امرأة في تاريخ أوروبا في القرن الماضي. تعلمت وعاشت في فرنسا، وتزوجت فيها، لكنها لم تفقد إحساسها بهويتها البولندية، وأطلقت على أول عنصر كيميائي من اكتشافها اسم البولونيوم نسبة لبلدها. كما أسست معهداً لعلاج الأورام بأشعة الراديوم في مسقط رأسها في بولندا يسمى حاليًا باسمها. لكنها ماتت في النهاية متأثرة بأمراض فقر الدم نتيجة تعرضها للإشعاع.
بوابة المعرفة