هناك الكثير من المعلومات المتداولة في الإنترنت عن احتمال وجود كميات هائلة من الألماس Diamond والذهب Gold في باطن القمر Moon Core، وأيضاً في عدد من الكواكب الشمسية وغيرها. وهي في معظمها محض خيال لا يستند على أساس علمي راسخ.
وهناك كثير من النقاشات، المكتوبة والمرئية، المستندة إلى معلومات علمية حول الموضوع. وقد اخترنا بعض الإجابات التي تكمل بعضها كإجابة على السؤال الأصلي في عنوان المقال.
الإجابة الأولى: كيف يمكن الوصول إلى إجابة، وما الصعوبات؟ (من ريتشارد أوتوليني Richard Ottolini):
لدينا سجلات مدونة عن نتائج دراسات سيسمية (زلزالية)Seismic Studies على القمر قام بها مقاييس سيسمية Seismometers وضعت على القمر منذ الستينات من القرن الماضي. ويمكننا من الزمن Timing والاستقطاب Polarization ومسار الأمواج السيسمية (الزلزالية) Trajectory of Seismic Waves، استنتاج شيء حول الكثافة الداخلية Interior Density للقمر.
إن ترسبات كربون (C) Carbon (Diamond) Deposits كبيرة ستعمل على خفض الكثافة الداخلية لباطن القمر قياساً للمكونات المعروف وجودها بكثرة وهي السيليكون Silicon (Si) والحديد Iron (Fe). وبالعكس سيؤدي وجود تراكيز عالية High Concentrations من الذهب في باطن القمر إلى إعطائه كثافة أعلى بشكل ظاهر. وهذا إذا لم يكن لدينا الحالة الخاصة لوجود العنصرين (الألماس والذهب) مع بعضهما فيلغي تأثير أحدهما على الكثافة تأثير الآخر.
هناك على كل حال محاذير كثيرة تتعلق بالدراسة السيسمية للقمر:
- الأول: أن الجيولوجيين الفيزيائيين Geophysicists أنجزوا قياسات مخبرية Laboratory Measurements لتراكيب صخرية Rock Compositions متنوعة تحت درجات الضغط Pressure والحرارة Temperature العالية المتوقعة في باطن الكواكب Planetary Interiors، وذلك لفهم كيف يمكن أن تؤثر الأمواج السيسمية على العوامل الثلاث: التركيب ودرجة الحرارة والضغط. وقد استخدمت سنادين ضغط Pressure Anvils ومدافع صدمة Shock Cannons للحصول على الشروط في الباطن. وهذه التجارب ما زالت مستمرة كونها صعبة جداً.
- الثاني: تبدو كثافة باطن الأرض منخفضة أكثر من اللازم عند الملاحظة بالأمواج السيسمية، للقبول بأنه من الحديد النقي. وهناك محاولات بقياسات صخور مخبرية Rock Lab Measurements، لرؤية إن كان الضغط ودرجة الحرارة وحدهما يمكنهما تفسير هذا (وهو أمر غير محتمل). كما اقترح وجود شوائب Impurities مثل السيليكون والأكسجين Oxygen والكربون والكبريت Sulphur والبوتاسيوم Pottasium كعناصر خفيفة محتملة تفسر ذلك. وقد جربت الأشعة المقطعية بالنوترينو Neutrino Tomography لتمييز العنصر الخفيف المحتمل أيضاً. وكان كل هذا بعيداً عن أن يعطي نتائج، لكنه كان مؤشراً على تجارب أخرى مكملة. وكل هذا كان مشتركاً مع دراسة باطن الكواكب الأخرى.
- الثالث: تستمر معالجة التسجيلات السيسمية القمرية لعصر أبولو Appolo Era الأصلية، حيث يتوصل علماء الزلازل Seismologists إلى خوارميات Algorithms جديدة لتحليل البيانات السيسمية. وقد ساعدت خوارزميات حديثة في الحصول على أشعة مقطعية مُحسّنة ومتباعدة. ويفيد هذا في فهم طبيعة المصادر السيسمية (تأثيرات Impacts أو زلازل سطحية Surface Quakes أو زلازل عميقة مثلاً)، وهندسة تركيب داخل القمر.
- الرابع: ستجرى دراسة سيسمية جديدة كبرى لكوكب المريخ Mars تدعى “إضاءة Insight” يؤمل أن تبدأ في عام 2019م. وقد صممت هذه الدراسة لتحديد النواقص في الملاحظات السيسمية لعربات فايكنغ Viking Landers على مدى أربعين عاماً (التي عانت من ضجيج الرياح Wind Noise)، كما سيتم استخدام تقنيات جديدة تم اكتشافها منذ ذلك الوقت. وسيكون هناك مستقبلاً دراسات سيسمية قمرية محسّنة أيضاً من بلد ما.
الإجابة الثانية: مناقشة بالأرقام واحتمال ضعيف (من ماكس لوبتون Max Lupton):
من غير المحتمل جداً أن نجد الماس والذهب في باطن القمر. نعرف حجم Size وأبعاد القمر من ملاحظتنا المباشرة له. كما نعرف كتلة Mass القمر من القياسات الدقيقة لمداره Precise Orbital Measurements. فإذا قسمنا الكتلة على الحجم نحصل على متوسط كثاقة قدره 3.3 غرام/ سم3. وتتراوح كثافة الصخور القمرية البازلتية بين 3.3 و 3.5 غرام/ سم3. وتبلغ كثافة الذهب 19,3 غرام/ سم3. فإذا وجدت كمية ذات أهمية من الذهب في باطن القمر فإنها ستنتج كثافة متوسطة أعلى من كثافة عينات الصخور البازلتية (3.3 – 3.5 غرام/ سم3). لهذا يمكن القول أنه لا يجد ذهب في باطن القمر.
يعد الذهب عديم الاستخدام تقريباً في الأغراض الصناعية، باستثناء تطبيقات قليلة للاستفادة من الطلاء بالذهب Gold Plating ومن أسلاكه في مقاومة التآكل Corrosion Resistance، أكثر من الخواص الميكانيكية السحيقة لهذا المعدن. وتأتي قيمته الاقتصادية الأولى Primary Economic Value من حقيقة أن البشر يحبون الأشياء اللامعة Shiny، وأن قابلية الذهب الطري للتطويع Malleability ومقاومة التآكل تجعل من السهل تلميعه والحفاظ عليه لامعاً. وإذا وجدت كتلة من الذهب في باطن القمر تزن قليلاً من الأطنان، فإنها لن تسبب سوى خفض سعر الذهب على الأرض، مع لا شيء من التكنولوجيا الجديدة المفيدة. وإن وجود البلاتين Platinum في باطن القمر أكثر فائدة بكثير.
للماس كثافة تساوي 3.5 غرام/ سم3، ويمكن بالتالي أن يكون لباطن القمر أن يكون من الألماس دون أن يغير ذلك من كثافته الوسطية. لكن الكربون ليس ذلك العنصر المتوفر بشكل كبير في النظام الشمسي. ولم تلحظ إلا آثار من الكربون على سطح القمر، ولم يلحظ شيء منه تحت السطح. وبدون الكربون لن يوجد ألماس.
للألماس بعكس الذهب بعض الاستخدامات الصناعية. والألماس الصناعي ليس نادراً أو مكلفاً هذه الأيام. وحتى ألماس الجواهر ليس بهذه الندرة التي تتوقعها. وقد كان لدوبيرز De Beers احتكار الألماس الخام فئة المجوهرات Rough Gem Quality Diamond حتى وقت قريب. وقد حافظوا من خلال التسويق وضبط الكميات المعروضة على أسعار مرتفعة بشكل مصطنع لمدة قرن تقريباً. ومع أن كميات كبيرة من الألماس الصناعي الخاص بالمجوهرات يمكن إنتاجها بسهولة نسبياً، فإنه لم يكن هناك أحد يريد أن تنهار أسعاره. وعلى هذا فإن وجود كميات كبيرة من الألماس في باطن الأرض لن يكون كثير الفائدة. وهناك معادن في القمر قد تكون عملياً أكثر فائدة بسبب الحاجة لها على الأرض مثل النيكل والنحاس والبلاتين. لكن العنصر الوحيد على سطح القمر الذي قد يكون فائدة للبحث عنه وجلبه إلى الأرض هو الهيليوم3 Helium 3.
الإجابة الثالثة: الهيليوم 3 أو الثروة الكبرى على القمر (ماتوز كيمبنسكي Mateusz Kempinski):
يحوي القمر في الواقع شيئاً أفضل من الذهب أو الألماس. وهو ليس في باطنه على كل حال. كما أنه ليس مادة صلبة مثل الذهب والألماس. إنه نظير Isotope للهيليوم هو الهيليوم3 Helium 3، الذي جاء من الرياح الشمسية Solar Wind، وامتصته الصخور المسامية Porous Rocks على سطح القمر.
ليس الهيليوم 3 الآن معروضاً للبيع. لكن ثمن اللتر منه قبل سنوات عدة كان يساوي أكثر من 5000 دولار. والتر من الغاز إذا حول إلى سائل يصبح حجمه ميلي لتر، أو قطرة تحتاج الوصول إلى الدرجة -270 ̊م حتى تتشكل.
يستخدم الهيليوم3 في الكواشف النوترونية Neutron Detectors في المطارات،وفي تشخيص بعض الأمراض Medical Diagnostics، وعلم درجات الحرارة المنخفضة Low Temperature Science، ولإنتاج كميات هائلة من عمليات الاندماج النووي Nuclear Fusion Processes، إذا كان هناك كافية منه.
وهناك خطط جنونية للذهاب إلى القمر وجلبه إلى الأرض، وسيكون أهم من الألماس. وإذا تحقق ذلك، فإن الواقع سيغلب حتى الأحلام المجنونة.
بوابة المعرفة