قصص مدخنين سابقين 6
بدأت التدخين في المدرسة الثانوية مع صديقاتي. كنا نجتمع بشكل منتظم لتدخين السجائر التي كنا نأخذها من أفراد عوائلنا. كنا نشعر بأننا نعمل ما يجب عمله، فقد ظننا أننا سنظهر بعمر أكبر إذا دخنا.
دخنت لمدة أربعين سنة، مع أنني حاولت أن أوقف التدخين عدة مرات دون نجاح. استطعت أن أتوقف لمدد قصيرة وصلت إلى 9 أشهر، لكن مشكلة في العمل أو مع الأطفال كانت تحفزني على العودة إلى التدخين دون أن أستطيع المقاومة.
مع أنني كنت أماً لطفلين، فإنني كنت أدخن علبتي سجائر كل يوم، دون أن أشعر أن في هذا مشكلة جدية. وكنت أؤدي عملاً مهماً في مؤسسة سمسرة, وكان التدخين وقتها متاحاً أثناء العمل. كما كنت أشارك في المشي والتمارين أثناء فترة استراحة الغذاء. وأثناء فترات المشي هذه بدأت أشعر بأن شيئاً ما عندي ليس على ما يرام. كان ساقاي يتصلبان (يتقلصان).
مع أنني كنت مهتمة بالأمر، إلا أنني لم أشعر أن في هذا مشكلة جدية. لكن الأعراض بدأت تسوء مع الوقت، واضطررت للذهاب إلى الطبيب. وقد تم تشخيص مرض برجر Buerger’s Disease عندي (وهو مرض يرتبط بالتدخين ويسبب انسداد الأوعية الدموية في اليدين والساقين، مما يقود إلى أخماج أو إنتانات Infections أو إلى الغنغرينا Gangrene). وكان ذلك في العام 1993. وقد أخذ الأمر عاماً كاملاً لتأكيد المرض. وكنت أشعر بألم شديد يضطرني لتناول مخففات الألم Painkillers يومياً.
ومع الوقت، فقدت أجزاء من جسدي مثل قدمي اليمنى وأنا في الرابعة والأربعين عن طريق البتر Ambutation. وتبعها وأنا في الخامسة والأربعين بتر ساقي اليسرى من تحت الركبة، وتبع ذلك بتر عدد من أطراف أصابعي.
في عام 2006 تركت التدخين نهائياً، لأنني أريد أرى أحفادي يكبرون. واليوم وبعمر 62 عاماً، أنا قارئة من الدرجة الأولى وأحب أن أمضي وقتي مع الأصدقاء. وآمل أن تلهم قصتي الناس لترك التدخين من خلال الحديث عنها ضمن حملة “نصائح من مدخنين سابقين Tips From Former Smokers”.ونصيحتي للمدخن الذي لا يفلح في ترك التدخين من أول محاولة أن أعد المحاولة ثم استمر في إعادتها إن تطلب الأمر.
ملاحظة: الاسم المذكور مستعار.
“منقولة بتصرف”