أغذية لا غنى عنها لمرضى القلب 6
الثوم Garlic
قد يكون الثوم Allium sativum أكثر النبات الطبية العشبية التي نالت الاحترام على مدى العصور، لأكثر من سبب. فهو يملك تاريخاً من الاستخدام الطبي يمتد آلاف عديدة من السنين، ويقال أنه كان يؤكل في العصر الحجري، وأكل منه الفراعنة القدماء للحصول على البنية الجيدة والقوة. وللثوم شعبية كبيرة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة، وهو يعتبر ثاني أكثر الأدوية الطبيعية النباتية مبيعاً في ألمانيا. كما أنه كان أيضاً موضوع دراسات بحثية عديدة زاد عددها عن 1100 بحثاً علمياً
تشمل تأثيراته الصحية المفيدة على الأمعاء والدم والجهاز القلبي الوعائي وغيرها. ويزيد عدد الأبحاث التي تتعلق منها بتأثير الثوم على الأمراض القلبية الوعائية وحدها عن 250 بحثاً، وهي أكبر مجموعة أبحاث لتأثير طبي واحد للثوم.
تبين الأبحاث حول الثوم أنه:
– عندما تؤكل الدهون، فإن استجابة الدم لذلك أن يصبح أكثر ثخانة مما يزيد خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية. وعند إضافة الثوم إلى الدهون فإنه ينقص انسداد الشرايين أو تصلب الشرايين Arteriosclerosis بواسطة الدهون إلى النصف. وهذا الأثر هو أكثر دوافع استخدام الثوم في ألمانيا. وهناك دراسة تقول أن إعطاء 900 غرام يومياً لمصابين بأمراض قلب لمدة أربع سنوات خفض حجم لويحات الشحوم Plaques في الشرايين بنسبة 18 % مما سمح بتدفق دم أفضل بشكل ظاهر، وقلل بالتالي خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية بشكل كبير.
– يعتقد أن ارتفاع مستويات الكولسترول وثلاثي الغليسريدات في الدم يكون مشعراً على ازدياد خطر حصول النوبة القلبية والسكتة الدماغية. ويعرف أن الثوم يزيد طرح الشحوم والكولسترول عبر الصفراء، مؤدياً إلى خفض مستويات الكولسترول الكلي. وقد دلت دراسة أجريت على الإنسان في الهند، أن متوسط مستويات الكولسترول لثلاث مجموعات تناولت إحداها حوالي 50 غرام ثوم في الأسبوع ، والثانية حوالي 20 غرام ثوم أسبوعياً ولم تعط الثالثة أي قدر من الثوم، ولم تكن تأكل الثوم طيلة حياتها، فوجد أن مستوى الكولسترول يصبح عندها في المجموعة الأولى 159 ملغ / 100 مل دم، وفي الثانية 172 ملغ / 100 ملـ وفي الثالثة 207 ملغ / مل، وهي فروق محسوسة.
وتدعم دراسات أخرى على الإنسان أجريت في الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى فعالية الثوم هذه في خفض مستويات كوليسترول الدم بنسبة بين 10 – 20 %، مع نسبة انخفاض في شحوم الدم تصل إلى 17 % عند أكل ما يكافئ فص توم واحد في اليوم. الجدير بالذكر أن خفض نسبة الكولسترول بنسبة 1 % يكافئ خفضاً في خطر الإصابة بنوبة قلبية قدره 2 %.
ولما كانت التقديرات تدل أن 40 – 75 % من السكان البالغين يعانون من ارتفاع مستويات الكولسترول التي يمكن أن تزيد أخطار أمراض القلب، لكنها ليست بحاجة بعد على الأغلب لأدوية قوية التأثير، فإن إضافة الثوم إلى وجبات الطعام أو تقديمه بشكل مادة غذائية مكملة قد يكون كبير الفائدة. وتقول الدراسات التي تظهر أفضل النتائج أنها استخدمت مستخلصات الثوم القديمة وليس فصوص الثوم حديثة القطف.
– تدل الدراسات أن الثوم يمكن أن ينقص ميل الدم لتشكيل الخثرات التي تهدد حياة الإنسان (ربما تؤدي إلى النوبة القلبية والسكتة الدماغية) باستخدام ثلثي فص ثوم في اليوم في وجباته. كما تزداد قدرة الدم على تدمير الخثرات التي يمكن تشكلها بنسبة 50 – 80 % بتناول فص ثوم واحد يومياً.
– للثوم تأثير معتدل في خفض ضغط الدم، ويجب أخذه بشكل منتظم للحصول على أية فائدة يحققها. ولكن فائدته في هذا المجال ظهرت في الدراسات المزدوجة التعمية Double-Blind Studies بنسبة متواضعة قدرها 7 – 10 % عندما أخذ الثوم لتأثيراته الأخرى القوية.
ويقول الباحثون أن وجود المركبات الحاوية للكبريت (مثل الآليين Alliin) في الثوم هي التي تعطيه فوائده الطبية. هذا ويوجد لمواد تفكك الثوم مثل الأجويين Ajoene، وثلاثي سلفيد المثيل والألليل Methyl Allyl Trisulphide، وثلاثي سلفيد ثنائي المثيل Dimethyl Trisulphide، التي تتشكل أثناء تجفيف الثوم وطبخه تأثيرات مفيدة أيضاً على القلب والدوران.
ويحوي الثوم أيضاً عدداً من مضادات الأكسدة والمركبات التي تستطيع مكافحة مهاجمي الجهاز المناعي الذاتي للإنسان، ومنها جراثيم الشرائط البوابية H. pylori التي ترتبط ببعض أنواع القرحة وبسرطان المعدة.
ولكن يجب الإشارة إلى هناك دراسات تنفي بعض الآثار الصحية المذكورة أعلاه وخصوصاً خفض نسبة الكولسترول.
والمشكلة هو أنه بالرغم من مساهمة الثوم الواضحة في صحة القلب والجهاز القلبي الوعائي، فإن الكثير من الناس لا يحبون أكل الثوم بسبب رائحته التي تنتقل إلى هواء التنفس. بل إن رائحة الثوم يمكن أن تخرج من مسام بعض الناس عندما يؤكل بشكل نظامي طويل الأمد. ويبدو أن بعض الناس يفضلون الموت من أمراض القلب على البقاء منعزلين بسبب رائحة الثوم. ولهذا، ولأمر تتعلق بالسهولة، يفضل كثير من الناس تناول الثوم الزيتي مزال الرائحة الذي يتمتع بنفس الفوائد، وأخذ عيار الثوم الذي يرغبون به عن طريق المحافظ Capsules أو المضغوطات Tablets.
هناك جدل أيضاً حول أي منتج ثوم هو الأفضل، الأخضر أو الجديد، أم المجفف حديثاً، أو الغني بالأليسين Alicin – Rich، أو القديم. لكن الرأي السائد هو أن الفصوص الناضجة حديثاً هي الأكثر فعالية. ومن المفيد أن نعرف في هذا المجال أن أي نوع من منتجات الثوم سواءً كان مجففاً أو زيتياً له بعض الفائدة على الجهاز القلبي الوعائي، بينما يظهر تأثير النوع الغني بالأليسين أكثر كمضاد للجراثيم Anti-Bacterial وربما أيضاً كمضاد للفيروسات Anti-Viral. وينصح بعض الخبراء بطحن فص توم ووضعه في كوب حليب دافئ، وتناوله كذلك قبل الذهاب إلى النوم واصفين أثر ذلك على أمراض القلب بأنه فعال.
إن أفضل نصيحة يمكن أن تقدم للناس بشأن الثوم، هي أكله أخضر أو جديداً، أو مجففاً، أو مطبوخاً، أو كإضافة غذائية أو دوائية، ولكن أخذه كل يوم، ومحاولة أخذ الجرعات الأعلى المسموح بها للمساعدة على التغلب على الضعف النسبي لفعاليته، حيث يعرف أن مفعوله الأعظمي يظهر بعد عدة أشهر من استخدامه. ويمكن إعطاء الثوم بالجرع اليومية التالية وفقاً للشكل المستخدم:
– 400 – 1200 ملغ مسحوق مجفف.
– 2 – 5 غرام حديث القطف.
– 2 – 5 ملغ ضمن الزيت.
د. ممدوح النيربيه
تاريخ النشر الأصلي: 19-02-2010
إعادة النشر: 30-12-2016