لسع الحشرات 8
من المناظر المألوفة، خصوصاً في الصيف أن ترى العُتّ Moths والبعوض والحشرات الأخرى تدور حول الأضواء مثل المصابيح الكهربائية. وغالباً ما تتعرض هذه الحشرات المنجرّة إلى الضوء الساطع والمترنحة حوله، للموت أكلاً من قبل مفترسين لها أو من الحرارة الزائدة للمصباح.
هذا الأمر شائع، ويعتمد عليه مبدأ الآلات الكهربائية القاتلة للحشرات. لكنه غير واضح الأسباب بشكل فوري. كيف يمكن للحشرات أن تخدع وتنجذب إلى موتها بالضوء إلى هذا الحد الواسع؟
إن قصة المصباح والعُت هي واحدة من قصص الانجذاب القاتل، تماماً كما حصل في القصة المأساوية لروميو وجولييت.
بما أن العت هي من المخلوقات الليلية Nocturnal Ceatures، فإنها تطورت لتتنقل تحت وميض القمر، بطريقة تدعى الاتجاه العرضي Transverse Orientation.
يقول جيف سميث Jeff Smith، منفذ مجموعة العت في متحف بوهارت للحشرات Bohart Museum of Entomology “أن الاتجاه العرضي تحرك يشبه حالة وضعنا لنجم الشمال North Star في وضع معين بحيث نعرف أين نحن”. وبنفس الطريقة، يعتقد أن العت يحافظ على منبع الضوء في وضع معين بالنسبة لجسمه حتى يوجهه”.
الحلقة المفقودة:
إن الذي لم يحسب حسابه في تطور العت، هو انتشار المصابيح الكهربائية التي تعمل طيلة اليوم على مدار الأسبوع 24/7 في العالم المعاصر.
وفي الحقيقة، أن اليوم الذي حصل فيه توماس إديسون Thomas Edison على براءة اختراع المصباح الكهربائي Lightbulb في 27 كانون الأول/ يناير 1880م، التي فتحت الطريق للتوزيع العالمي للإضاءة الكهربائية Electric Illumination، كان يوماً أسود في تاريخ العت.
ويقول الدكتور لين كيمسي Lynn Kimsey أستاذ علم الحشرات “أن حالة العت أصبحت منحرفة بعدما أصبح هناك الكثير من الأقمار الصنعية Artificial Moons. فعناصر الرؤية في عيون العت، موالفة على الضوء الباهت، وتعمل مثل تيليسكوبات مصغرة Miniature Telescopes. لذلك عندما تتعرض لإضاءة صناعية قوية، فإنها تعمل كمنشط فائق Super-Stimulant. فعندما تتعرض لأضواء ساطعة فإنها تكون غالباً غير قابلة للمقاومة”.
يروي جيف سميث “أنه يعرف شخصاً يملك وكالة سيارات جاغوار فيها أضواء كبيرة على بخار الزئبق Mercury-Vapour. وكانت أضواء السيارات تضاء كل ليلة، فتأتي خنافس Beetles كبيرة طائرة إلى هذه الأضواء وتقع على الأرض. وفي الصباح تأتي طيور النورس تلتقطها وتتحرك على سيارات الجاغوار، وتلقي عليها فضلاتها”.
“وقد غيرت الوكالة لمبات بخار الزئبق إلى لمبات على بخار الصوديوم، لأن الطول الموجي للضوء الذي تصدره الأخيرة أقل جاذبية بكثير للبق Bugs”.
ومع أنه هناك بحث يجب عمله لفهم كامل لتصرف العت، فإن العلماء يعلمون أن المصابيح رمت ما يوجع في البرمجة التطورية للعت Moth’s Evolutionary Programming، وجعلتها تتحرك بغير هدى.
بوابة المعرفة