قصة الذئب البشري جوزيف فريتزل 10
كتاب جديد يكشف أسرار فريتزل
يدعي كتاب جديد يتناول قصة الذئب البشري جوزيف فريتزل ، أنه كان بإمكان السلطات النمساوية أن تحرر اليزابيث وأولادها قبل سنوات لو لم تفشل في الاستفادة من عشرات الأدلة أو المفاتيح للغز اختفاء اليزابيث وما يتعلق به .
إذ ينقل كتاب ” جرائم جوزيف فريتزل : كشف الحقيقة ” The Crimes of Josef Fritzl : Uncovering The Truth لمؤلفيه ستيفاني مارش Stefanie Marsh وبوجان بانسفسكي Bojan Pancevski الذي نشرت مقتطفات منه في صحيفة ذا تايمز The Timesيوم الإثنين 18 / 05 / 2009 ، ونشر في حزيران / يونيو 2009 من قبل دار النشر البريطانية هاربر كولينز HarperCollinsعدداً من الوقائع والأمور التي كان من الممكن أن تقود لكشف حقيقة جرائم جوزيف فريتزل قبل عام 2008 بكثير .
وقد ركز الكتاب على عدة نقاط في هذا الشأن منها :
– كان يفترض أن تسمع صرخات الأطفال المسجونين في القبو السري من قبل الناس الذين يعيشون في الطابق العلوي ، رغم الادعاءات بأن القبو كتيم تجاه الأصوات . وفي تأكيد لهذه الفرضية أورد الكتاب تقريراً للمهندس بيتر كوبكي Peter Kopecky يجد فيه أن الدق على الجدران أو صرخات طلب المساعدة ينبغي أن تسمع بوضوح من قبل الذين يعيشون في الطابق فوق القبو . ويعني ذلك أن ما سمعه سكان الطابق العلوي من ضجيج يبدو وكأنه آت من أعماق الأرض تحتهم كان شيئاً حقيقياً . وقد شمل هذا الضجيج دقاً عنيفاً على الأرض ، وعويلاً ، وضجة خشخشة غريبة آتية من أعماق الأرض السفلى . لكن أحداً لم يفكر بالاستقصاء عن مصدر أو سبب هذا الضجيج .
– تتحدث المؤلفة ستيفاني مارش التي أمضت عاماً في النمسا تبحث في قضية فريتزل وما يتعلق بها أنها وجدت أنه ، خلافاً للنظرية الشائعة في النمسا والتي تقول أن فريتزل كان مجرماً بارعاً ويعمل بشكل خفي للغاية ، هو شخص عديم الرحمة وكاذب بارع ، لكنه لا يعمل بشكل متقن . فقد أوقف مرتين وهو في الأربعينات من عمره بسبب إحراقه الممتلكات عمداً ، ومرتين بسبب الاعتداء الجنسي ، وسجن مرة بسبب اغتصابه امرأة تحت تهديدها بمطوى أو سكين .
– يتهم الكتاب الحكومة النمساوية ممثلة بعامليها الاجتماعيين ( الشؤون الاجتماعية ) وشرطتها وقضائها بالمسؤولية عن ترك هذه الجريمة تحدث ، نظراً للعدد المدهش من الأدلة على وجود أمور تستدعي التحقيق ، لكنه تم تجاهلها بصورة متكررة .
– تحدث الكتاب عن تفاصيل اليوم الذي وضع فيه فريتزل ابنته في القبو في شهر آب / أغسطس 1984 . فقد كان الوقت وقت الغداء وكان فريتزل وابنته في البيت وحدهما عندما تم اختفاء اليزابيث في القبو ، فالأم روز ماري وإحدى بناتها تتسوقان في المدينة ، والبنت الأخرى تم إرسالها من قبل فريتزل لتتمشى في الخارج . ولم يثر هذا الاختفاء الشك إلى درجة مقبولة عند أطراف متعددة :
· الأم روز ماري وإخوة اليزابيث قبلوا بسهولة فكرة أن اليزابيث هربت من البيت لتلتحق بجماعة دينية خاصة ، خلافاً لما هو معروف عن ميولها .
· الشرطة التي ذهب فريتزل في اليوم التالي يخبرها باختفاء ابنته ملمحاً بدون أي دليل أنها التحقت بجماعة دينية . وقد مرت الكذبة مع أنه لم يكن هناك ولا يوجد حتى الآن جماعات دينية خاصة في النمسا .
· مع أن القانون النمساوي يلغي قيود الأحكام المتعلقة بالاعتداءات الجنسية من السجلات المتداولة لدى الشرطة وغيرها من الجهات العامة ، مما جعل الشرطة لا تستطيع معرفة أمر سجنه بسبب اغتصابه إحدى النساء ، فإن سجلات إحراقه الممتلكات عمداً وإيقافه مرتين من أجلها ما تزال تحت اليد ، ولم يكن لها أي تأثير على الشرطة .
· كان الناس المقربون من فريتزل يعرفون جميع جرائمه السابقة ، ولم يبد أحد ريبته في اختفاء اليزابيث الغريب إلى الحد الذي يطلق تحقيقاً في الأمر .
– تحدث الكتاب عن تفاصيل اليوم الذي وضع فيه فريتزل ابنته في القبو بعد جدل فيما بينهما . فقد أخبرها أنه يريد التحدث إليها على انفراد في مكان خاص نوعاً ما ، وقادها إلى القبو في الطابق السفلي قبل أن يغطي فمها بقطعة قماش مغمسة بالكلوروفورم ويربط يديها خلف ظهرها . وبعد شهر من سجنها ، أجبرها على كتابة رسالة وضعها فيما بعد في البريد على عنوانه هو ، وأراها بعد وصولها إليه للشرطة دعماً لروايته .
– قبلت الشرطة كل أقوال فريتزل ، ولم يتم فحص رسالة اليزابيث من قبل خبراء ذوي صلة بالموضوع ، مع أن خبير الديانات الهامشية يعيش في مدينة أميستيتن بالذات . فقد حصل هذا الفحص لجميع رسائل اليزابيث عام 2008 فقط ، وتبين أنها تلفيق ظاهر ، وإحداها على الأقل أرسلت من مدينة مجاورة يعرف أن لجوزيف فريتزل منزل آخر فيها .
– كان من المعروف للعاملين الاجتماعيين ( الشؤون الاجتماعية ) في أميستاتن أن اليزابيث سبق أن هربت من البيت قبل عامين من احتجازها في القبو . وكان من الغريب لدى عودتها إلى البيت أنهم اختاروا أن يناقشوا الأمر مع والدها فقط ، مع أنها كانت في الغرفة آنذاك .
– شكك عدد من أصدقاء اليزابيث في المدرسة برواياتها عن إيذاء نفسها ، حيث أنها علامة خارجية واضحة على الإيذاء الجسدي الذي تتعرض له من أبيها .
– تضمنت ” اكتشافات ” أولاد اليزابيث الذين نقلوا إلى الطابق العلوي ليزا ومونيكا وألكساندر تفاصيل عدة عند اكتشافهم تثير الشبهة :
· هجر الطفل الأول ليزا في علبة كرتون مع رسالة من اليزابيث . ومع ذلك ، وفي جزء أخرق من المنطق البيروقراطي ، قررت الشرطة أن لا يجرى بحث عن اليزابيث ” لأنها كانت بالغة وتستطيع الذهاب أينما أحبت ” .
· بعد عام واحد ” اكتشف ” وجود طفل ثان في عربة أطفال على عتبة المنزل . وقد قامت روز ماري فريتزل التي اكتشفت وجود الطفل بوصف ما حصل للعامل الاجتماعي الذي أتى يحقق في الأمر ، وقالت أنها سمعت صراخ طفل من خارج البيت قبل منتصف الليل بقليل ، فخرجت لتراه وتدخله إلى المنزل على ذراعيها ، وبعدها بدأ جرس الهاتف بالرنين . وقد سمعت على الطرف الآخر من الهاتف صوت امرأة ادعت أنها اليزابيث ، واعتذرت لاضطرارها لهجر طفلتها . وكان من الواضح أن الصوت كان رسالة صوتية مسجلة ، إذ بعد أن أغلقت روز ماري الخط بدأ الهاتف يرن مرة ثانية وعندما رفعت السماعة سمعت صوت الرسالة الصوتية المسجلة من جديد .
وقد بان للسيدة فريتزل أمر غامض أخبرت به العامل الاجتماعي ، وهو حقيقة أنها وزوجها غيرا رقم خط الهاتف حديثاً ، وأنهما لم يكونا أعطيا الرقم لأي شخص آخر . لكن كل هذا لم يثر فضول السلطات مرة أخرى .
· مع أن حادثتي الاكتشاف غير العاديتين أثارتا انتباه الصحافة النمساوية ، إلا أنه لم يبد هناك أي تأثر للسلطات بهذه السلسلة من الحوادث . ولعل أحد دوافع ذلك هو أن جوزيف فريتزل شخصياً اقترح فحص إحدى الرسائل من قبل عالم خطوط ، وأن عالم الخطوط عبر عن اقتناعه بأن الرسالة قد كتبت بالفعل من قبل ابنته اليزابيث فريتزل .
· ظهر الطفل الثالث عام 1997 على درج باب المنزل وتم أخذه إلى داخل المنزل كي يربى من قبل ” جديه ” ، دون أن يرتاب أحد بالأمر .
– مع مرور الوقت ، أخذ جوزيف فريتزل يمضي المزيد من الوقت في القبو دون أن يرتاب أحد . وكان يعيش في شقة منفصلة ضمن المنزل الكبير ، ويمضي ليالي كاملة في القبو مدعياً أنه في رحلات عمل خارج المنزل .
– رأى المستأجرون داخل البيت جوزيف فريتزل يحضر أكياس من البقاليات إلى القبو ، مع أشياء مثل مواد البناء والأدوات والمفروشات ، كالأسرة ووحدة دوش وغسالة . وكانت هذه الأشياء تختفي داخل القبو باستمرار ولا ترى ثانية .
ورأى مؤلفا الكتاب أخيراً أنه لو لم يخرج فريتزل كريستين للعلاج في المستشفى ، ويشك أحد الأطباء في وضعها ويخبر الشرطة ، لكان من المحتمل أن لا تكتشف الجريمة على الإطلاق ، وأن تعود اليزابيث وأولادها إلى القبو بقية عمرها .
واستنكر المؤلفان بوجه خاص عدم قيام أحد من الشرطة أو العمال الاجتماعيين أو الحكومة بالتحقيق في إهمال أطراف الحكومة الذي سبب مأساة دامت 24 عاماً وخلفت عائلة منكوبة .
بوابة المعرفة
تاريخ النشر الأصلي: 01-10-2009
إعادة النشر: 25-11-2016