ما هي أكاديمية خان؟
أكاديمية خان Khan Academy هي مؤسسة تربوية غير ربحية Non-Profit Educational Organization أنشئت عام 2006م بشكل موقع Website على الإنترنت ((http://www.khanacademy.org/، من قبل المربي سلمان خان Salman Khan، الأمريكي من أصل بنغلادشي، بهدف توفير مجموعة من الأدوات التعليمية على الإنترنت Online Tools للمساعدة في تعليم الطلاب من أعمار مختلفة.
وتنتج المؤسسة محاضرات قصيرة بشكل فيديو على اليوتيوب YouTube Videos. ويتضمن الموقع الإلكتروني أيضاً تمارين ومواد إضافية تطبيقية Supplementary Practice Exercises and Materials موجهة للمعلمين Educators. وتتاح جميع المصادر في الموقع لمستخدميه.
يوجد الموقع ومحتوياته بشكل أساس باللغة الانجليزية، لكن هناك لغات أخرى متوفرة على الموقع هي الإسبانية (وهي الأنشط) والبرتغالية والفرنسية والبنغالية، وتتوفر بعض محتويات الموقع بلغات أخرى تصل إلى 31 لغة، بمبادرات فردية على الأغلب، من أهمها اللغة والإيطالية والروسية والتركية والهندية.
نبذة تاريخية:
بدأ العمل لهذا المشروع مصادفة عام 2004م، عندما قام الشاب سلمان خان بمساعدة ابنة عمه الصغيرة Nadia (12 عاماً) في التغلب على صعوبات تواجهها في تعلم الرياضيات Mathematics. وحيث أنها بعيدة عنه في ولاية بعيدة (لويزيانا) عنه، فقد استعان بالإنترنت مستخدما تقنية خدمية تدعى رسوم خربشة ياهو Yahoo Doodle Images. وبعد مدة بدأ أبناء عم آخرون له باستخدام خدمته التعليمية Tutoring Service.
ومع ازدياد الطلب على هذه الخدمة، قرر خان أن يجعل فيديوهاته مرئية على الإنترنت، ولهذا قام بنشر محتواها على اليوتيوب YouTube متبعاً نصيحة أحد أقاربه، رغم جدية محتواها قياساً بما هو معروف من غلبة الأشياء الهزلية آنذاك على اليوتيوب. واستخدم فيما بعد تطبيق رسم Drawing Application يدعى سموثدرو SmoothDraw (الرسم الناعم). وهو يستخدم الآن لوحة واكوم Wacom Tablet للرسم باستخدام التطبيق أرتْريج ArtRage. وقد تم تسجيل الدروس التعليمية Tutorials على الكومبيوتر.
وقد دفعت الاستجابات الإيجابية للطلاب Student Positive Responses سلمان خان لترك عمله كمحلل مالي Financial Analyst عام 2009، للتفرغ للمحاضرات التعليمية التي تنشر تحت اسم أكاديمية خان Khan Academy. وقد تم في عام 2014 افتتاح مدرسة من قبل خان ترتبط بأكاديمية خان في كاليفورنيا.
هدف مجنون:
وضع سلمان خان خريج معهد ماساشوستس التكنولوجي MIT والحاصل على ماجستير إدارة الأعمال MBA من جامعة هارفارد Harvard لنفسه هدفاً “بسيطاً” Simple Mission هو: “توفير تعليم من المستوى العالمي لأي شخص في أي مكان مجاناً Free, Worls-Class Education for Anyone, Anywhere”.
وبطبيعة الحال اعتبر الناس هذه المهمة جنونية. ولم يكن الاعتراض الأكبر على “المستوى العالمي للتعليم” لأن الكثيرين يحققون ذلك، ولا حتى توفير ذلك “لأي شخص في أي مكان”. بل كان على “مجانيته”. ولكن الفكرة أثارت انتباه السلطات في لندن وواشنطن. وبدأت سكرتارية التربية الأمريكية برصد ميزانية لتطبيق الفيديوهات في المدارس وتطويرها. واعتبر مستشار تكنولوجي لها يدعى روهان سيلفا Rohan Silva مشيراً لإنجازات الأكاديمية “أن هناك ثورة قادمة بلا مبالغة في مجال التعليم فجرها سلمان خان”.
ومما زاد من أهمية ثورة خان، نجاح تطبيقات iTunes U من شركة أبل Apple لاستخدامها في المجال، وظهور الدورات الكثيفة المفتوحة على النت Massive Open Online Courses (Moocs) في مؤسسات مثل جامعة ستانفورد Stanford University الشهيرة.
طريقة عمل الموقع:
تركز أكاديمية خان على تعليم الرياضيات في المدارس الثانوية، لكنها تقدم أيضاً محاضرات تعليمية في الفنون Arts والكومبيوتر Computing والعلوم Science. وتقدم بعد المحاضرة تمارين تبدأ من الجمع والضرب وتمتد إلى الجبر Algebra والتفاضل والتكامل Calculus. وتستخدم برامج متطورة تساعد الآباء على استيعاب المحاضرات حتى يستطيعوا مساعدة أبنائهم، خصوصاً الصغار منهم. وتنتهي المحاضرة باختبار Test يستطيع الطالب في نهايته أن يعرف إن كان استوعب الدرس لينتقل إلى المحاضرة التالية، أم لا فيعيد رؤية الفيديو.
كما تساعد البرامج المرفقة للمدرس متابعة طلابه في الصف يتابعون المحاضرة، والتدخل لشرح الصعوبات عند كل طالب بحاجة لذلك.
انتشار الموقع:
يقول سلمان خان أنه بدأ هذا المشروع كهواية Hobby، لكن الأمر تطور بدون أن يكون هناك نموذج عمل Business Model. فكان ينفي وجود مثل هذا النموذج عندما يستفسر منه زملاؤه في وادي السيليكون Silicon Valley عنه.
ومع ذلك فقد وصل عدد مستخدمي الموقع النظاميين إلى 6 ملايين عبر العالم في الشهر، يتابعون 4 آلاف محاضرة على النت لا تزيد على 10 دقائق (حسب شروط اليوتيوب) تم إعدادها بكتابة على خلفية سوداء (تحاكي اللوح الأسود في الصف) وتُصوّر دون أن يُرى فيها المحاضر (وهو غالباً سلمان خان نفسه)، ليبقى بعيداً عن الأنظار. وكان يعتمد على نغمة صوته القلبية وصوته الجذاب ليحصل على متابعة مستمعيه له بانتباه.
من يموّل الموقع:
من المواقف المؤثرة التي يذكرها سلمان خان بفخر رسالة المرأة، أم الولدين المعاقين اللذين استطاعا تعلم الدروس وهما في البيت، التي تقول أنها تدعو له ولعائلته كل ليلة. ويقول أن ذلك حصل وهو في وقت حرج يسعى فيه لتأمين تمويل لمشروعه. فقد بقي دفع الفواتير المستحقة للعمل في المشروع مشكلة حتى تبرعت له فاعلة خير محلية تدعى آن دوير Ann Duerr بعشرة آلاف دولار، ثم بمائة ألف دولار عندما تأكدت من حسن استخدام المبلغ الأول.
لكن النقطة الحاسمة التي تحول فيها التمويل ليصبح كافياً للتطور بعيداً في أهدافه، كان كلمة للملياردير بيل غيتس Bill Gates مالللك شركة مايكروسوفت Microsoft في مهرجان أفكار أسبن Aspen Ideas Festival عام 2010، والتي قال فيها: ” إن تأثير خان على التعليم، قد يكون في الحقيقة غير قابل للحساب”.
ولكن عندما صرح غيتس بأن يستخدم فيديوهات خان لتعليم ابنه، كان رد سلمان خان هو: “لقد جعلني هذا الأمر في الواقع عصبياً بعض الشيء. لقد عملت الفيدية من أجل ناديا، ليس من أجل بيل غيتس”. وكان يقصد أن مشروعه المجاني موجه إلى الفقراء وعامة الناس لا إلى أغنى أغنياء العالم.
وبمجرد أن اطلع غيتس على رد خان، دعاه من مركزه في سياتل Seattle للاجتماع به شخصياً، وأخبره أن مؤسسة بيل وميلندا غيتس Bill and Melinda Gates Foundation ستصبح أكبر الداعمين له في مشروعه. وتبع ذلك دعم لشركة غوغل Google وشركات كبيرة أخرى أتاحت للمشروع التطور والتوسع. ومن الدعم البارز في هذا المجال تمويل ملياردير المكسيك كارلوس سليم Carlos Slim لأعمال الأكاديمية باللغة الإسبانية، مما أتاح لهذه اللغة أن تتميز على غيرها في الموقع بجانب اللغة الانجليزية.
جوائز سلمان خان:
حصل سلمان خان عام 2012 على تقدير مهم باعتباره واحداً من أهم 100 شخص في العالم تأثيراً في مجلة تايم. كما حصل على تقديرات ومقابلات عديدة ودعوات كثيرة إلى الندوات واللقاءات حول التعليم في مختلف أنحاء العالم المتقدم.
انتقادات خان:
من التحديات التي واجهها سلمان خان، تلك التي وجهها البعض لمحتوى الموقع ومقاربة خان للعمل وطريقة عمل المحاضرات والفيديوهات. وقد أبدى سعادته بوجودها كما صرح مرة لمجلة تايم Time، فهي تعبر عن المعلمين الذين يفكرون بأنه ” من المؤلم بعد أن تمضي ثلاثين عاماً في التعليم أن ترى فجأة محللاً مالياً أصبح يعتبر معلم العالم”.
لكن بيل غيتز بالمقابل
تحدث عن” قدرة خان الفائقة في تحويل كثير من الأمور والمفاهيم المعقدة إلى أشياء مفهومة”.
أما سلمان خان فقد بين صراحة عدم مناصرته للتعليم التقليدي المؤلف من “محاضرة ثم وظيفة ثم محاضرة ثم وظيفة من جديد”. فهذه الطريقة لم تعد صالحة في هذا العصر.