قصص طبية 6
بعد أن عانت الكاتبة الأمريكية سوزان باترسون Susan Patterson من أمراض الكولسترول Cholesterol وثلاثي الغليسريدات Triglycerides مع أنها كانت تجنب استهلاك الدهون بشكل عام طيلة حياتها، على أساس أن ذلك هو الطريقة الصحية لتجنب الأمراض ذات الصلة بالقلب، أرادت أن تعرف السبب.
أخذت في البحث عن أسباب هذه الأمراض، فوجدت أن هناك من يتحدث عن السكر الذي تحبه بأشكال مختلفة على أنه مصدر لمشاكل القلب المختلفة. ثم قرأت عن “مؤامرة” شركات السكر التي حولت أبحاث جامعة هارفارد قبل 50 عاماً لصالحها، جارة العالم كله لمشاكل صحية لا تنتهي.
كانت سوزان مدمنة على السكر، كما وصفت نفسها. فبدأت بعد استعدادات كثيرة محاولة إشفاء نفسها بمقاطعة السكر بكافة أشكاله لمدة أربعة أسابيع كاملة، بطريقة تشبه قطع التدخين دفعة واحدة. وكانت تكتب عما كانت تحس به أولاً بأول.
هذا هنا وصف لما حصل مع سوزان في هذه الأسابيع الأربعة:
الأسبوع الأول:
ظننت أن اليوم الأول لي بدون سكر، سيكون الأكثر بؤساً. لكنني وجدت أن حالتي في اليوم الثاني كانت أسوأ، وأصبحت منهكة Exhausted بشكل كامل.
كدت أصفع أفضل صديقاتي التي وعدتني أن تقاطع السكر معي عندما رأيتها تأكل قطعة حلوى. قالت أنها لم تستطع المقاومة من أول يوم. وتركتني الأسبوع الأول وحيدة.
حذرني آخرون قاموا بما يشبه هذه التجربة، أنني سأكون الأيام الخمسة الأولى تقريباً نزقة Cranky وتعبة Tired وقد تصيبني آلام رأس Headaches شديدة أيضاً. أمضيت معظم الأسبوع في حالة بائسة حزينة، وبدأت أشعر أنني لن أستطيع أبداً استكمال شهر كامل بهذا الشكل. كنت أحلم بالحلوى النجمية Starbursts وديدان العلكة Gummy Worms كثيراً، بل حتى الحلوى السكرية Candy وجدت طريقها إلى أحلامي.
يعد إدمان السكر Sugar Addiction شيئاً حقيقياً جداً. وكنت أشعر بأعراض Symptoms تركه. قرأت عن أبحاث على الفئران تحرم فيها من السكر بعد أن تصبح مدمنة عليه، فتحصل لها مشاكل جسدية، مثل هز الرأس Head Shaking وارتجاف المخالب Paw Tremors وحك الأسنان ببعضها Teeth Chattering، إضافة إلى سلوك سلبي Passive Behavior فيه تهرب من المواجهة فاقدة الحيلة. كدت أشعر بما يشبه ذلك.
في نهاية الأسبوع الأول، لم أشعر حقاً بأنني أصبحت أحسن حالاً بشكل ظاهر. وبدأت أسأل نفسي إن كنت قد جننت، إذ لماذا أفعل بنفسي كل هذا؟
الأسبوع الثاني:
في اليوم الثامن، بدا لي أن معجزة تحصل. لقد أخذ الأمر عندي ثمانية أيام وليس خمسة كما قال كثيرون. بقيت أرغب في الحلوى Sweets، لكنني لم أعد أشعر أنني أشبه شخصاً مجنوناً. كنت أمر بهذه الحالة خلال أزمة بعد الظهر. فقد كنت في الماضي آخذ دائماً في هذه الفترة وجبة خفيفة ملآى بالسكر Sugar-Filled Snack تزودني بالطاقة بعد ركود. وقد وجدت بديلاً لذلك بشرب كأس من الشاي الأخضر Green Tea.
حصلت لي مشكلة صعبة في هذه الفترة، عندما احتفل مكتبنا بعيد ميلاد لأحد الأشخاص كان فيه قالب كاتو، من النوع ذو الحلاوة التي أحبها والمغطى بالسكر. كان بإمكاني بسهولة أن أزيل عنه طبقة السكر وآكل منه. دعوني أقول لكم أن مقاومة تناول قطعة من هذا القالب كانت غير سهلة. كنت أستطيع أن أرى تقريباً ذلك الملاك والشيطان الصغيرين على كتفيّ يدعواني لتذوقها، لكنني في النهاية أدركت أنني لو تراجعت الآن فسيكون البدء مرة أخرى سيكون أسوأ بكثير مما كان بعد يومين.
الأسبوع الثالث:
في موضع ما بين الأسبوع الثاني والثالث لاحظت تغيراً درامياً في مزاجي. فقد شعرت أنني سعيدة. ولم أعد أفكر بالسكر كل الوقت. وأصبح بإمكاني فعلاً أن أركز في تفكيري. لقد كان الأمر وكأن غيمة في دماغي قد رفعت أخيراً عنه. لقد توافق هذا عندي أيضاً مع إحصائيات خبراء وجدوا أن استهلاك السكر يمكن أن يجعلك مكتئباً Depressed، لأنه قد يسبب التهاباً مزمناً Chronic Inflammation يؤثر سلبياً على وظيفة الدماغ.
إن تحسن المزاج والتحسن العام في أداء الدماغ، كانا محفزين كبيرين لي. فلو ظهر لي الآن قالب الكاتو من جديد، لكان آخر شيء كنت أرغب في فعله هو أخذ شريحة منه. أقول الآن أن هذه الشريحة ستكون شريحة حزن.
الأسبوع الرابع:
بعد أربعة أسابيع بدون سكر، كانت بنطلوناتي رخوة بشكل ظاهر، ووجهي يبدو أيضاً أنحف. وزنت نفسي فوجدت أنه نقص وزني ثلاثة كيلوغرامات تقريباً. وهذه كمية جيدة بالنسبة لامرأة مثلي هي عملياً متوسطة قزمة الحجم Midget-Sized.
عندما نظرت في المرآة، تحققت أنني لم أحصل على اختراق مثله في عدة أسابيع. وفي الحقيقة، يمكنك القول أن تقول تقريباً أن بشرتي أصبحت متوهجة أو لماعة. وكان هذا شيء غير متوقع بالنسبة لي، فبدأت أبحث عن السبب. فوجدت في أحد الكتب توضيحاً للدكتور أنطوني يون Anthony Youn يقول فيه ” أن السكر يسبب عملية تدعى Glycation يحصل فيها تجمع لجزيئات سكرية dرتبط بالكولاجين Collagen والإلاستين Elastin في جلدنا ويشوهه. والمعروف أن الكولاجين والإلاستين هما البروتينان الرئيسان في الجلد اللذان يعطيان الجلد نضارته وشبابه ونعومته، ولذلك علينا الاحتفاظ بهما سليمين قدر الإمكان. كذلك فإن التوق عن السكر أو تخفيفه يؤدي إلى إنقاص ارتفاعات الغلوكوز والأنسولين في الدم، مخففين من الالتهاب المزمن والحاد المرتبط بتقدم العمر. ويتنبأ الدكتور يون بأنه قد يمكن ملاحظة توهج أو لمعان في الجلد بعد 14 يوماً من الانقطاع عن السكر.
أصبحت أيضاً أنام بشكل أفضل، ربما لأنني لم أعد أملك عادة “التمتع” بوجبة حلوة عند منتصف الليل. ويظهر أن أكل السكر قبل الذهاب إلى النوم مباشرة يزيد هرمونات الإجهاد Stress Hormones في الجسم ويسبب مشاكل نوم. ولم أكن أعرف ذلك قبل اتخاذ قرار ترك السكر، ولكنه سبب كاف لوحده بالتأكيد لتركه.
وقد تحققت أنني بدأت النوم بشكل أفضل منذ الأسبوع الثاني إن لم يكن قبل ذلك.
شيء آخر لاحظته، قد لا يكون له علاقة بترك السكر، ولكنه مهم. فأنا لم أعد ألتقط إصابات الرشح من زملائي في المكتب، كما كان الأمر قبل تجربتي. فالمعروف أن السكر يضعف الجهاز المناعي للجسم، فلهذا قد يكون هو السبب. وجدت دراسة تقول أن أكل نصف كأس من السكر تخفف قدرة الكريات البيضاء على قتل البكتيريا بمقدار النصف تقريباً لمدة تصل إلى خمس ساعات. فإذا أخذنا بمتوسط استهلاك الفرد للسكر البالغ 85 كيلوغراماً في السنة، أو 340 كأساً، أدركنا هكم يسبب لنا السكر من ضرر للجسم.
نتيجة التجربة:
بشكل عام، بعد أربعة أسابيع من الانقطاع التام عن السكر، فقدت من وزني، وشعرت أنني أكثر سعادة، وأكثر تركيزاً، وأكثر طاقة، وأنام بشكل أفضل، وأصبح جلدي أكثر نضارة. فهل سأعود إلى حيث كنت من قبل؟
طبعاً لا. مع أنني سأسمح لنفسي بتناول شيء سكري من مناسبة لأخرى. لق كسبت معرفةً وفهماً أفضل للاعتدال، وأهمية أن تكون صحتي جيدة.
بوابة المعرفة