القصة الكاملة لأم التوائم الثمانية 39
التوائم الثمانية يحتفلون بعيد ميلادهم الأول وسط تغطية إعلامية واسعة
من الصعب تصديق ما حصل، لكنه حصل فعلاً. فقد أكمل جميع التوائم الثمانية Octuplets لناديا سليمان Nadya Suleman العام الأول لهم أصحاء وفي حالة حسنة بعد أن ولدوا بعملية قيصرية في 26 / 01 / 2009 وأصبحوا بعد مضي الأسبوع الأول أكثر توائم ثمانية استمراراً على قيد الحياة في تاريخ العالم المعروف.
وقد نقلت العديد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وخاصة على الإنترنت، احتفالاً أول لناديا سليمان والأطفال الثمانية بعيد ميلادهم الأول، قبل يومين من موعده، وهم جالسون حول طاولة كبيرة يتوسطها قالب كبير من الكاتو وفوقهم ومن حولهم البالونات الملونة والزينة مع لافتة ملونة كتب عليها عيد ميلاد سعيد Happy Brthday. ونقلت صورها على مواقع إلكترونية مختلفة في جميع أنحاء العالم. وقد حضر هذه الحفلة إلى جانب العائلة أطفال من أصدقاء الإخوة الستة للتوائم الثمانية.
وقال جيف تشيك Jeff Czech وكيل أعمال ناديا سليمان أن الأطفال الثمانية مدوا أيديهم باتجاه قالب الكاتو وقاموا بتناول قطع منه كل بطريقته. وتحدث تشيك عن صحة التوائم الثمانية قائلاً: ” الصبيان الستة والبنتان بصحة جيدة جداً. وعلى حد علمي، لا يوجد لديهم أي مشكلة طبية على الإطلاق. للطفل جوناه Jonah شفة مشقوقة، ولكن لا يوجد حالياً أي برمجة لعملية جراحية له، فهذه الجراحة ليست على كل حال من الجراحات الكبيرة”.
وقد استطاعت ناديا سليمان بعد ولادة التوائم الثمانية بأيام قليلة وخلال العام الماضي كله، أن تقاوم عواصف من الانتقاد والتجريح والتهديد والهجوم المكثف عليها، بعد أن تبين أنها أم لستة أطفال آخرين، وأن جميع أطفالها من أطفال الأنابيب الذين نقلوا إلى رحمها بشكل أجنة مخصبة، وأنها غير متزوجة وعاطلة عن العمل وتعتمد على المعونات الاجتماعية لولاية كاليفورنيا من أجل تلبية متطلبات حياتهم. كما قدمت ضدها دعاوى عدة هدف معظمها إلى تجريدها من أولادها بحجة أنها تستغلهم لمصلحتها ولا تقدم لهم ما يكفي من العناية، ولكن جميع الدعاوى رفضت من محاكم كاليفورنيا.
ولا تزال ناديا سليمان أماً وحيدة، وتصرح للصحف أنها لن تتخذ أصدقاء محبين أو تمارس الجنس قبل أن يكبر جميع الأولاد. لكنها فعلاً ليست لوحدها، فالعائلة والأصدقاء والمربيات اللواتي يعملن عندها مجندون جميعاً لمساعدتها على مدار الساعة في تربية “قطيعها”.
وقد أحسنت ناديا استغلال الفرص التي أتيحت لها من قبل وسائل الإعلام لتكسب المال اللازم لها ولأولادها، ولتستغني عن المساعدة الحكومية. ومن ذلك اتفاقها مع الموقع الإلكتروني رادار أون لاين Radar on Line على أن تتيح له متابعة أخبارها مع الأطفال وخاصة التوائم الثمانية بصورة مستمرة مقابل مبلغ كبير من المال، واتفاقها مع الشركة البريطانية آيووركز Eyeworks على تصوير العائلة خلال فترة 11 يوماً مقابل ربع مليون دولار، مع إتاحة الفرصة لتكرار العمل بين فترة وأخرى لتوثيق تاريخ وتطور نمو الأطفال. وهناك لقاءات كثيرة مصورة تقوم بها مقابل مبالغ مالية تجمع بين التشويق والأخبار أو الصور المثيرة لها أو للأطفال. كما أنها كسبت إلى صفها في الأشهر الأولى بعد الولادة مقدم البرامج الشهير الدكتور فيل، مما أتاح لها تلقي تبرعات كثيرة قبل أن تستقل مالياً. كما تخطط حالياً لمسلسل تلفزيوني يتحدث عن الأحداث التي تمر بها الأسرة.
وقد تحدث تشيك واصفاً البيت والأسرة بالقول: هذا المكان موضع لطنين وأزيز دائم. هناك طبخ بشكل مستمر، وتنظيف دون توقف، وإذا لم يكن هناك طبخ أو تنظيف فلأن هناك طفل في حوض المطبخ، وناديا “تحمم” أحد الأولاد. إنها دوامة حقيقية من النشاط. وقال تشيك أن أحد التوائم الثمانية بدأ المشي قبل أن ينهي عامه الأول، لكنه لم يذكر اسمه.
وتحدث تشيك للصحافة الأمريكية عن الوضع المالي لناديا سليمان، فوصفه بأنه متقلب، وانه مع ناديا يبحثون الوضع سنة فسنة. إن وضعها جيد حتى الآن، لكنني أخطط معها للمستقبل. إنها لم تعد تتلقى أي نوع من المساعدة المادية من الحكومة، وهي لا تخطط لأي شيء من هذا النوع مستقبلاً. لكنها تشعر أن بيتها في كاونتي أورانج الذي اشترته منذ حوالي 11 شهراً قبل البدء بنقل التوائم من المستشفى على مراحل إليه، لم يعد يتسع لحركة 14 طفلاً مع من يعتني بهم.
وتستمر ناديا سليمان في اختطاف أضواء وسائل الإعلام بين حين وآخر. ولعل أكثر ما شغل ويشغل الناس من أخبارها في الوقت الحاضر، هو ظهورها منذ أيام مرتدية البيكيني في صورة لها نقلت على المواقع الإلكترونية المختلفة، تظهرها على غلاف مجلة النجوم Star التي ستصدر أول الشهر المقبل شباط / فبراير 2010، وتبين تقاطيع جسمها، التي تدل، حسب المتحدثين أو المعلقين على الأمر وحسب وصف ناديا نفسها للمجلة، أنها استطاعت بالفعل أن تعيد هذه التقاطيع كما كانت قبل الحمل بالتوائم الثمانية. وتقول ناديا أنها استطاعت استعادة حالة جسمها قبل الحمل بفقد حوالي 80 كغ من وزنها عن طريق الحمية والتمارين فقط، ودون عمليات تجميل جراحية، مما لا يصدقه معظم المعلقين على الموضوع، وخصوصاً الأمهات اللواتي فشلن في تحقيق شيء مشابه بعد ولادة طفل أو طفلين.
وتتساءل بعض الصحف عن أي الحدثين يثير انتباه الناس أكثر، عيد ميلاد التوائم الثمانية الأول، أم حكاية فقدانها هذا الوزن واستعادة جلدها لحالته قبل الحمل دون أن يبقى أثر لتمزق الجلد أثناء الحمل الذي أظهرته بوضوح الصور الملتقطة لها قبل أكثر من عام وهي حامل. وهل كان الاحتفال بالأم التي استعادت رشاقتها كما كانت تفعل بعد كل ولادة، أم ببلوغ التوائم عامهم الأول وهم بأحسن مظهر، واحتفالهم بذلك مع إخوتهم الستة وأفراد عائلة ناديا سليمان.
وفي حين انقسم المعلقون على صورة أم التوائم الثمانية بالبيكيني ما بين معجب بهذا الإنجاز، ومكذب لادعاء ناديا أنها لم تقم بأي جراحة تجميلية، وأنها حققت هذا النجاح المبهر بالحمية والتمارين فقط كعادتها كل مرة بعد الولادة. فإن بلوغ الأطفال عامهم الأول واستغناء ناديا عن المعونة الحكومية، حول كثيراً من الناس من السخط والغضب منها إلى متقبلين أو حتى معجبين بقدرة هذه المرأة على تخطي الصعاب واستغلال الفرص والعناية بأولادها.
وقد التقط أحد المصورين يوم الثلاثاء أي يوم أكمل التوائم سنتهم الأولى صور ثلاثة منهم كانوا ينظرون عبر النافذة إلى الخارج، كما رصدوا إحدى النساء تحضر 8 بالونات منها ستة باللون الأزرق واثنان باللون الوردي، بما يتناسب مع كون 6 من التوائم صبيان واثنان من البنات، مع حقيبة كبيرة ملآى بالهدايا. ويبدو أن هناك احتفال بعيد الميلاد قد تم على النطاق العائلي فقط ودون وسائل إعلام.
بوابة المعرفة
تاريخ النشر الأصلي: 30-01-2010
إعادة النشر: 21-11-2016