يستند اليهود الصهاينة في دعواهم عن حقهم في أرض الميعاد في فلسطين، إلى ما تذكره “التوراة” أو الكتاب المقدس القديم “سفر التكوين”، الذي يعود كما يقولون إلى حوالي 4 آلاف و 500 عام، من حوادث عديدة عن وجودهم على هذه الأرض في ذلك الزمان.
ومن تلك الحوادث أكثر من 20 رواية عن استخدام سيدنا إبراهيم وأبنائه وغيرهم من الأنبياء للجمال في تحركاتهم على أرض فلسطين. وإحداها رحلة إبراهيم مع ابنه إسحاق إلى جنوب فلسطين شمال إيلات الحالية وأتباع لهم مع 10 من الجمال تحمل أمتعتهم الكثيرة.
وقد قام عالما الآثار الإسرائيليان ليدار سابير هين Lidar Sapir-Hen و إريز بن يوسف Erez Ben-Yosef بالبحث عن آثار تلك الجمال من العظام في تلك المنطقة وغيرها مقدرين أعمارها بالطريقة العلمية المألوفة، ومميزين إن كانت لجمال أليفة (لها عظام أرجل غليظة لكثرة ما يوضع عليها من أحمال) أو برية لم يستخدمها الإنسان.
وقد وجدا أخيراً أن أقدم رفات لجمال أليفة تم العثور عليها في هذه المنطقة أو غيرها لا تبعد عنا تاريخياً أكثر من عام 930 قبل الميلاد، أي أن الجمال الأليفة وجدت بعد 1500 سنة على الأقل من الروايات المذكورة في الكتاب المقدس القديم، واستنتجا أن هذه الروايات محض خيال، وبالتالي أن محتوى الكتاب المقدس مفبرك بعد زمن طويل من الزمن المفترض لوضعه، مما يجعل الروايات الصهيونية المتعصبة عن الحق في أرض الميعاد في حالة اضطراب وحرج.
كما استنتج العالمان بالمقارنة مع قصص الأنبياء في القرآن الكريم أن الأخيرة “أصح”.
(عن الصحف الغربية عام 2014م)
بوابة المعرفة