المدخنون و التدخين 20
“لا يوجد شيء يوصف بأنه سيجارة آمنة Safe Cigarette”.
استخدم هذا التعبير من قبل لوصف سجائر مواد المنثول Menthols، والسجائر ذات الفلتر Filtered Cigarettes، وسجائر المواد المنحفة Slims. لكنه ينطبق أيضاً على آخر المنتجات الخاصة بالمدخنين Smokers وهي السجائر الإلكترونية Electronic Cigarettes.
لقد تم الترويج للسجائر الإلكترونية على نطاق واسع من قبل المستخدمين ومن قبل المُصنّعين، على أساس أنها بديل تدخين غير مؤذ تماماً. ولم يكن هناك الكثير من الأبحاث التي تدعم هذه المقولة. وقد دلت دراسات حديثة أن هذه السجائر مازالت تحتوي دقائق ناعمة Tiny Particles يمكنها تهييج النسيج الرئوي Irritate Lung Tissue، ويمكن أن تسبب الأمراض.
تتوفر السجائر الإلكترونية الحديثة منذ عقد من الزمن، وهي تزداد شعبية بشكل واسع. وبعكس السجائر التقليدية، لا تحرق السجائر الإلكترونية أوراق التبغ المجففة التي أضيف لها حوالي 600 مادة إضافة، منها 69 مادة مسببة للسرطان Carcinogenic. وبدلاً من ذلك، هناك أداة تعمل على البطارية تسخن محلولاً سائلاً (يدعى سائل السيجارة الإلكترونية E-Liquid) من النيكوتين Nicotine والنكهات Flavours، مشكلة رذاذاً Aerosol يجري استنشاقه لينشط الشعور الطبيعي للتدخين Physical Sensation of Smoking، في عملية تدعى التدخين الإلكتروني Vaping.
نماذج متقدمة تضبط شدة تسخين السائل:
وتسمح النماذج الأكثر تقدماً للسجائر الإلكترونية للمستخدم بضبط فرق كمون (جهد) البطارية Battery Voltage، بما ينظم شدة تسخين العنصر. وإذا ازدادت حرارة المحلول زاد ذلك من شدة تأثير النيكوتين. ولسوء الحظ ، تؤثر درجات الحرارة المرتفعة أيضاً على الغليسرين Glycerin والبروبيلين غليكول Propylene Glycol المستخدمين كمحلات أو مذيبات Solvents في السائل الإلكتروني، فيحولهما إلى مركبات كربونيل Carbonyl Compounds مثل الفورم ألدهيد Formaldehde والأسيت ألدهيد Acetaldehyde.
في وقت سابق من هذا العام، وجدت دراسة أن زيادة فرق الجهد للسيجارة الإلكترونية من 3.2 إلى 4.8 فولط عند استخدام هذين المحلين، سينتج عن ذلك فورم ألدهيد يساوي ما تنتجه السيجارة التقليدية. ومع أن جسم الإنسان ينتج فورم ألدهيد كمنتج ثانوي لأنشطة الاستقلاب (الأيض) Metabolic Activity العادية في الخلايا، فإن خطره المسرطن يكون عند الاستنشاق Inhaling.
وقد وجدت نفس الدراسة أيضاً أنه عند فروق جهد أقل، تنتج السجائر الإلكترونية من الفورم ألدهيد 800 مرة أقل من السيجارة العادية. وفين يبدو هذا أنه أكثر أماناً بكثير، فإن حجم دقائق البخار Vapor Particles وطريقة دخولها إلى الرئتين Lungs، تفسح المجال كثيراً لأخطار المرض.
لقد وجد أن الدقائق الموجودة في دخان السجائر المستنشق Inhaled Cigarette Smoke، له حجم متوسط يبلغ 0.3 – 0.5 ميكرون Microns. وقد وجد بالقياس أن دقائق السجائر الإلكترونية لها حجم متوسط قدره 0.18 – 0.27 ميكرون. ويمكن لنسبة 40% من هذه الدقائق أن تذهب بعيداً داخل الرئتين وتصبح مضمنة في الحويصلات الهوائية Alveoli، حيث يتم التبادل الغازي Gas Exchange في الرئتين. وحتى إذا كانت الدقائق نفسها غير سامة Toxic، فإن الحجم وحده يشكل عبئاً على الرئتين ويمكن أن يسبب مرضاً.
وبما أن الدخان الإلكتروني حديث نسبياً، لهذا لم يكن هناك وقت كاف لها لعمل الدراسات طويلة الأمد الضرورية، المتعلقة بأخطارها الصحية. ومع أن ما عمل من دراسات مبكرة يوحي أن السجائر الإلكترونية هي خيار أفضل من السجائر العادية، فإن هذا لا يعني قول الكثير، لأن السجائر هي مرعبة بآثارها. فحتى لو كان التدخين الإلكتروني أفضل من التدخين التقليدي، فإن هذا لا يعني أنه آمن.
وبما أن شعبية هذا التدخين في نمو متفاقم باستمرار، فمن الضروري فهم جميع الأخطار المرتبطة على التدخين الإلكتروني سواء بالنسبة للمدخن أو لمدخن الدرجة الثانية المجاور Vapor Secondhand.
دراسة جديدة عن التأثيرات القلبية الوعائية:
تقول دراسة حديثة نشرت في “مجلة ساج، الطب الوعائي SAGE Journal, Vascular Medicine” أن السجائر الإلكترونية الحاوية للنيكوتين لها تأثير كبير على الوظائف الوعائية، مما يوحي بخطر كبير لها. وقد بينت الدراسة أن مدخني السجائر الإلكترونية يتعرضون لنفس مستوى الارتفاع القلبي الوعائي Cardiovascular Elevation لفترات طويلة بعد تدخين السيجارة الإلكترونية إن لم يكن أكثر. ولهذه النتائج تأثير هام على فهمنا للأخطار القلبية الوعائية لاستخدام السجائر الإلكترونية على المدى البعيد.
وقد تم في هذه الدراسة مراقبة الوظائف الحيوية Vitals للمشاركين أثناء وبعد تدخين سيجارة، أو سيجارة إلكترونية، أو سيجارة إلكترونية خالية من النيكوتين Nicotine-Free E-Cigarettes، لمدة خمس دقائق في كل منها. وقد تم تقييم الوظائف الحيوية بعد بدء التدخين بساعتين أيضاً.
وقد وجد الباحثون أن استخدام السجائر الإلكترونية والسجائر العادية، إذا قورنت بالسجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين، لها نفس التأثير المهم على الوظائف الحيوية، وفي مقدمتها ضغط الدم Blood Pressure نبض القلب Heart Rate. وقد ارتفع ضغط الدم الانقباضي المحيطي Peripheral Systolic Blood Pressure بشكل ظاهر لمدة 45 دقيقة بعد استخدام سيجارة إلكترونية، و 15 دقيقة بعد تدخين سيجارة عادية.
وقد بقي نبض القلب أيضاً مرتفعاً لمدة 45 دقيقة في حالة السجائر الإلكترونية، وكان الارتفاع أكثر من 8% لمدة 30 دقيقة. وبالمقابل لم ترفع السيجارة العادية النبض إلا لمدة 30 دقيقة، بينما لم يكن هناك تغير في حالة السيجارة الإلكترونية الخالية من النيكوتين.
وقد استنتج الباحثون هذه المعطيات ليبينوا أن السجائر الإلكترونية قد تكون خطرة بمثل خطر السيجارة العادية، وخاصة عند الاستخدام المكثف لها، بعكس ما كان يظن من قبل.
وبما هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في هذا المجال، فإن الباحثين يرون الأهمية القصوى لدراسات لاحقة عن التأثيرات المزمنة لاستخدام السجائر الإلكترونية الحاوية أو غير الحاوية للنيكوتين على ضغط الدم المحيطي والمركزيCentral، وكذلك على تصلب الشرايين Arteial Stiffness. وحيث أنه لم يدرس لا الخلل الوظيفي المبطن Endothelial Dysfunction ولا الفرق بين الجنسين Gender، فمن الضروري الاهتمام بهذه الأمور في الدراسات اللاحقة.
بوابة المعرفة