قصة أطفال الكهف في تايلاند 4
أعلن قبل قليل انتهاء عملية إنقاذ الدفعة الثالثة والأخيرة المؤلفة من أربعة أطفال والمدرب، من فريق كرة القدم المؤلف من 12 طفلاً الذين كانوا محتجزين في كهف عميق ومعقد التركيب على مسافة حوالي كيلومتر من الفتحة، بولاية تشانغ راي Chang Rai شمال تايلاند، بعد أن غمرته مياه الأمطار الموسمية يوم 23-06-2018م.
وتنفست تايلاند مع هذه اللحظة الصعداء، لتبقى مختلف النواحي الإنسانية والسياسية والإنقاذية والإسعافية والطبية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالموضوع بانتظار البحث أو التوضيح أو الإجابة.
وقد شارك في عملية الإنقاذ 90 من الغواصين المدربين منهم 40 من سلاح البحرية التايلاندي و 50 غواصاً أجنبياً من دول مختلفة، إضافة إلى فرق إنقاذ وفرق طبية ضخمة مزودة بمختلف اللوازم والمعدات بما فيها سيارات الإسعاف وطائرات الهليوكبتر.
وكان الغواصون التابعون للبحرية التايلاندية وغواصون أجانب قد أنقذوا أمس (الاثنين 09-07-2018) دفعة ثانية من أربعة أطفال ولم يتم التأكد من بقائهم أحياء فيه إلا بعد تسعة أيام عندما استطاع غواصان بريطانيان الوصول إليهم.
وقد تم ذلك في عملية الإنقاذ الثانية، التي سبقها بيوم عملية إنقاذ أولى قام بها 18 غواصاً مدرباً أخرجوا فيها أول أربعة من الأطفال يتم إنقاذهم. حيث أكدت البحرية التايلاندية بعدها إنقاذ ما مجموعه ثمانية من الأطفال في يومين متتاليين، والإعداد لإنقاذ الأطفال الأربعة الباقين ومدربهم الذين مازالوا في الكهف اليوم، وسط مصاعب ومخاوف من إعاقة الأمطار الموسمية لعملية الإنقاذ.
ولم يسمح برؤية الأطفال الذين تم إنقاذهم للعموم أو حتى لأهاليهم حفاظاً على صحتهم كما تقول السلطات، كما لم يصرح بأسمائهم، ولكن ذكر أنهم بصحة معقولة، وشوهدت سيارات الإسعاف تنقلهم إلى مستشفى شيانغ راي Chiang Rai عاصمة الولاية التي يقع فيها الكهف شمال تايلاند.
ويعيق عملية الإسراع بعملية الإنقاذ تعقيد الطريق في الكهف الذي يوصل إلى الأطفال المحتجزين، مما يتطلب عمليات غوص وتسلق مسالك وعرة، ونقص الهواء والأكسجين الذي يستدعي تبديل الاسطوانات التي وضعت على طول المسار بين فتحة الكهف والغرفة التي يوجد فيها الأطفال.
من جهة أخرى، قال حاكم ولاية تشانغ راي الذي يمثل الحكومة في الإشراف على عملية الإنقاذ أن العملية الثانية أمس أخذت وقتاً أقل بساعتين من العملية الأولى التي كان فيها مخاطرة ومجازفة أكثر. وأضاف أن العمل أصبح أكثر سهولة بسبب تزايد القدرة على السير في الطريق، مع استمرار عمليات ضخ الماء من الكهف. كما أوضح أن الأطفال الأربعة وصلوا سالمين إلى المستشفى.
وتقول السلطات أنه تم إطعام الأطفال رزاً ورفض طلبهم للحوم حتى يستعيد جهازهم الهضمي حالته الطبيعية بعد انقطاع عن الطعام لمدة 10 أيام في الكهف.
ومع الإعلان عن انتهاء عملية الإنقاذ وانتهاء تلك المأساة الإنسانية المروعة، ستبقى ولا شك أسئلة كثيرة للإجابة عليها، وخطوات عديدة سيتم اتخاذها بخصوص الأطفال ومدربهم من جهة، والكهف ومستقبله من جهة أخرى، وعملية التسييس التي جرت لعملية الإنقاذ محلياً وعالمياً من جهة ثالثة، إلى جانب نواح كثيرة أخرى.
اقرأ الجزء الخامس: القصة المذهلة لمرحلة البحث عن المفقودين في الكهف
تابع القصة من بدايتها: أطفال فريق كرة قدم تايلاندي يحتجزون في كهف غمرته المياه
بوابة المعرفة
التنبيهات/التعقيبات