بنك الوقت 2
الفكرة من بنك الوقت:
في الغرب، يمكن للحكومة أو المقاطعة أو البلدية أو أية مؤسسة اجتماعية أن تنشئ بنكاً اسمه بنك الوقت (الزمن) Time Bank كضمان اجتماعي Social Assurance من نوع جديد للناس. حيث يفتح كل راغب في الاشتراك فيه حساب زمن. بحيث يحسب له الزمن الذي يقضيه في الخدمة الاجتماعية، خصوصاً خدمة المسنين والمرضى الذين لا يوجد لديهم من يرعاهم أو يساعدهم من عائلاتهم.
ويشترط على المشترك أن يكون سليماً صحياً وقادراً على بذل الجهد والتواصل مع الاخرين وراغباً في تقديم هذه الخدمات بنفس راضية وإخلاص.
وعندما يأتي وقت يحتاج الشخص المتبرع فيه إلى مساعدةٍ هو الآخر، يخبر البنك فيرسل له شخصاً متطوعاً آخر من المساهمين في البنك ليخدمه. ويخصم الوقت الذي صرفه المتطوع الآخر في خدمته من حسابه، ويسجل نفس الوقت كرصيد لهذا المتطوع.
وتقدم الخدمات التي يقدمها المتطوع للمحتاج في المستشفى أو البيت أو في الطريق. وبالإضافة للخدمات الصحية والاجتماعية، يمكن للمتطوع أن يرافق المحتاج للتسوق او للمشي أو أن يساعده في تنظيف منزله أو غير ذلك من الاحتياجات.
ينتشر الآن هذا الضمان الاجتماعي التطوعي بشكل ساعات عمل مساعدة صحية واجتماعية للغير، تسجل للمتبرع ليحصل على حق الحصول على مثلها في المستقبل عند الحاجة، بشكل سريع في أنحاء عديدة من أوربا وأمريكا ومناطق أخرى.
نظرة تاريخية إلى العمل كرصيد:
يعتبر الأمريكي إدغار كاهن Edgar S. Cahn أول من أثار على نطاق واسع فكرة بنك الوقت، عندما أصدر كتابه “دولارات الوقت Time Dollars” مع جوناثان راو Jonathan Rowe عام 1992م. وقام كاهن بتسجيل العبارتين “بنك الوقت Time Bank” و “اعتماد الوقت Time Credit” كعلامات تجارية Trademark. وكان أول أو من ربط بين ساعات العمل والعملة النقدية.
وتصلح فكرة بنك الوقت أن تكون أداة تبادل للمهارات والخبرات في المجتمع. وهي تهدف إلى بناء جسم اقتصادي Core Economy للعائلة أو المجتمع، بتقييم وإعادة تقديم العمل المنجز فيه. وقد بدأ أول بنك وقت في العالم العمل في اليابان عام 1973م على يد تيروكو ميزوشيما Teruko Mizushima، تحت فكرة أن المشاركين فيه يستطيعون كسب اعتمادات وقت يمكن لهم أن يصرفوها متى شاءوا أثناء حياتهم. وقد بنت ميزوشيما بنكها على المفهوم البسيط القائل أن أية ساعة تعطى كخدمة لآخرين، يمكن أن تستعاد أو تكتسب بشكل ساعة خدمة مقابلة للشخص المعطي في المستقبل، وخصوصاً خلال عمره المتقدم.
وكانت ميزوشيما قد تنبأت في الأربعينات من القرن الماضي 1940s بالحاجات المتطورة للمجتمعات المعمرة كما هي اليوم. وبدأت حملة في هذا الإطار في الولايات المتحدة في التسعينات من القرن الماضي 1990s يقودها إدغار كاهن، وحملة مشابهة في بريطانيا يقودها مارتن سيمون Martin Simon من بنك الوقت البريطاني Timebanking UK. وتنتشر الفكرة الآن في أنحاء مختلفة من العالم المتقدم.
جذور فكرة بنك الوقت:
يعتقد إدغار كاهن أن بنك الوقت يستمد جذوره من الزمن الذي بدأت فيه موارد البرامج والخدمات الاجتماعية Social Programs بالنضوب، والحاجة إلى طرق خلاقة لحل المشكلة. وكان يعتقد أن أحد أهم أسباب فشل منظمات الخدمة الاجتماعية هو عدم رغبتها في توظيف خدمات الناس الذين يحاولون تقديم المساعدة.
وقد افترض كاهن أن نظاماً مثل بنك الوقت يمكن أن يعيد بناء البنية التحتية للثقة والعناية الصحية التي يمكن أن تقوي العائلات والمجتمعات. وأمل أن يستطيع هذا النظام أن يمكن الأفراد والمجتمعات من أن تصبح مكتفية ذاتياً، لعزل أنفسهم عن نزوات السياسة وعن الاستغلال.
المبادئ الأساسية لبنك الوقت:
يعتبر بنك الوقت من الناحية الفلسفية تجارة في الوقت، تبنى على خمسة مبادئ تدعى القيم الأساس لبنك الوقت Time Banking Core Values، هي:
- كل شخص هو أصل Asset في البنك.
- تعتبر بعض الأعمال أبعد من أن تقيم بثمن مالي.
- المعاملة بالمثل Reciprocity تساعد.
- الشبكات الاجتماعية Social Networks ضرورية.
- احترام جميع الكائنات البشرية.
وبشكل مثالي، يمثل بنك الوقت إعادة بناء للمجتمع، ليعود كما كان في السابق في خدمة الأفراد. وهو هو يجعل منتسبيه مجتمعين مجتمعاً بحد ذاته، مع إعادة روح الجماعة الذي اختفى من مجتمعاتنا في الأزمان السابقة، فأصبح أكثر الناس لا يذهبون حتى لاستعارة بعض السكر من جيرانهم.
بوابة المعرفة